طنجة : الأمطار تفـ ــضح هشاشة طرقات بالأحياء و حفر و تشققات تسائل ميزانية 15 مليون درهم للتهيئة

شهدت مدينة طنجة خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة أعادت إلى الواجهة وضع البنية التحتية للطرقات داخل عدد من الأحياء والمناطق الحيوية.

فمع أولى الزخات ظهرت الحفر والتشققات بشكل واضح في مجموعة من الشوارع، ما أثار استياء الساكنة ومستخدمي الطريق، خاصة سائقي السيارات والنقل المهني، إذ غمرت مياه الأمطار عددا من المحاور الطرقية بسبب اختناق بالوعات الصرف، ما أدى إلى تحويل بعض الشوارع إلى برك مائية تعيق الحركة وتخلق اختناقات مرورية.

وكشفت مصادر أن المشهد يتكرر كل موسم شتوي، دون حلول جذرية أو مراقبة صارمة لعمليات الإصلاح والتعبيد، وسط مطالب بفتح تحقيق حول جودة الأشغال والمشاريع الطرقية الجديدة.  ونبهت المصادر، أن استمرار هذه الوضعية، يسائل الميزانية المرصودة لتهيئة الطرقات التي أعلنت عنها جماعة طنجة في وقت سابق، والتي تتجاوز  15 مليون درهم.

ويعاني السكان في هذه الأحياء منذ سنوات من الطرق المهترئة والأرصفة المهدمة والحفر التي تحاصر المنازل، مما جعل التنقل صعبا، ومع بداية موسم الأمطار، تتفاقم معاناة الساكنة، حيث تتحول الحفر إلى برك مياه تغلق بعض الشوارع وتعطل حركة المرور، ما يزيد من مخاطر الحوادث ويعرقل الأنشطة اليومية للمواطنين.

ويطالب السكان بتدخل عاجل لتهيئة مجموعة من الأحياء، معتبرين أن مشاريع الصيانة السابقة لم تلامس الواقع الميداني بشكل كاف، وأن تأخر معالجة البنية التحتية انعكس سلبا على الحياة والأمن والسلامة في الأحياء.

كما شدد المواطنون على ضرورة اعتماد حلول مستدامة، تشمل صيانة منتظمة للأرصفة والطرقات وتوسيع شبكة تصريف مياه الأمطار لتجنب الفيضانات نظرا لكون البوغاز مهدد كل سنة بهذه المخاطر.

ونظرا لهذه الوضعية الكارثية بعدد من شوارع المدينة، فقد سبق أن شرع سكان في الإنابة عن جماعة طنجة، في إصلاح حفر بأحيائهم، بعدما رفعت الجماعة على مايبدو يدها عن هذا الملف، وأصبحت كل شوارع المدينة تشهد وجود كثيف للحفر.

وسبق أن أطلق السكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ  “طنجة_الحفرى” نسبة إلى ماتعرفه المدينة من انتشار كبير للحفر، وأن المدينة تحولت مؤخرا من طنجة الكبرى إلى “طنجة الحفرى”، ساخرين من الوضعية القائمة، في وقت يطالب الجميع السلطات الولائية بالتدخل والتفاعل مع مطالب الساكنة المحلية في إصلاح الطرقات التي أضحت تسبب أعطابا لسياراتهم وتتحول الشوارع والأزقة لحالة كارثية خلال فترة التساقطات المطرية.

هذا، في وقت كان الجميع ينتظر تفعيل المحاسبة مع المتورطين في تدمير البنيات التحتية للمدينة، فإن الجماعة تساهلت بشكل كبير مع المتسببين في إتلاف الطرقات، فإذا كانت الجماعة قد حصلت على نحو مليون درهم خلال السنوات الماضية، من ضرائب مفروضة على الخواص أصحاب شاحنات البناء، فإن مشروع ميزانية السنة الجارية 2025 لم تقترح فيه سوى 5000 ألف درهم  كضرائب، مما ينم  حسب بعض المصادر عن وجود تساهل كبير مع المتسببين في فوضى الطرقات، منها شاحنات البناء وغيرها، وكذا شركات الاتصالات الهاتفية التي تعتبر المتسبب الرئيسي في تدمير وتشويه عدد من الطرقات بالمدينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.