منتدى “طنجة المدينة المستدامة” يبحث آليات الصمود الحضري في مواجهة الأزمات
البوغاز نيوز : افتتحت أمس الجمعة بطنجة، أشغال النسخة الثامنة من منتدى “طنجة المدينة المستدامة” الذي ينظمه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة بشراكة مع مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية وبدعم من جماعة طنجة تحت شعار “الصمود الحضري والمدينة المستدامة.. كيف تواجه طنجة تحديات الأزمات؟”.
ويسعى المنتدى، الذي يتميز بمشاركة مسؤولين وخبراء ومنتخبين وفاعلين في المجتمع المدني، إلى تعزيز الوعي حول أهمية التصدي لتحديات المناخ في طنجة، من خلال تبني نموذج المدينة المستدامة، ومناقشة الجهود المبذولة لتحسين قدرة المدينة على الصمود أمام التغيرات المناخية، وتقليل انبعاثات الكربون.
وتطرق المشاركون في المنتدى، المقام على مدى يومين، خلال مداخلاتهم إلى التحديات المتزايدة الناجمة عن التغيرات المناخية والضغوط الحضرية السريعة التي تواجهها طنجة، باعتبارها بوابة شمالية للمغرب تطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
واستعرضت أرضية المنتدى ما يتهدد المدينة من “مخاطر متعددة”، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة الكوارث الطبيعية كالأمطار الغزيرة والفيضانات والحرائق، بالإضافة إلى التوسع الحضري العشوائي والضغط على البنية التحتية الحيوية.
في هذا السياق، استحضر عزيز الجناتي، رئيس المرصد، خلاصات الدورات السابقة من المنتدى التي مازالت تشكل هاجسا للوصول إل “المدينة المستدامة بطنجة”، مذكرا أن المنتدى تطرق لمحاور عديدة من عناصر الاستدامة، لاسيما النقل والطاقة والتدبير الحضري ومخططات التنمية المجلية والجهوية وغيرها من القضايا.
وأشار إلى أن موضوع هذه الدورة “يلامس الكثير من هذه الإشكالات، لارتباطه بمسألة تدبير المجال، ورسم مخططات استباقية لمواجهة ما قد يحدث من كوارث طبيعية محتملة، وتحديد آليات تجاوزها بأقل الأضرار، من خلال وضع برامج استجابة معدة سلفا”.
بدوره، اعتبر عبد العظيم الطويل، نائب رئيس جماعة طنجة، أنه “في ظل التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مدن المغرب، أصبحت التنمية المستدامة ضرورة ملحة لتحقيق التوازن بين احتياجات الحاضر وتطلعات الأجيال القادمة”، مشددا على أن “تحقيق أهداف التنمية المستدامة محليا يعد أحد الركائز الأساسية لعمل الجماعات الترابية، اعتبارا لدورها في تحقيق التنمية المحلية وقربها من المواطنين وقدرتها على تحديد احتياجاتهم وتطلعاتهم”.
وتوقف المتحدث نفسه “عند ما تواجهه مدينة طنجة على غرار المدن أخرى من تحديات عديدة أبرزها التوسع العمراني وأخرى تتعلق بالتغير المناخي والنقل الحضري والإجهاد المائي وغيرها”.
من جهته، ثمن أنس الحسناوي، مكلف بمهمة في مؤسسة “فريدريش إيبرت”، جهود المرصد الذي صار، بفضل الملتقيات والمنتديات التي ينظمها مرجعا في الجهة فيما يتعلق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة والتحولات المناخية، مشيدا بتوسع دائرة المشاركة، رغم تباين وجهات النظر والمواقع السياسية، في الجهود القائمة من أجل جعل طنجة مدينة مستدامة تراعي المجال البيئي والثقافي.
يشار إلى أن دورة هذه السنة من المنتدى شكلت مناسبة لتتبع الاستراتيجيات والخيارات المتبناة، ومدى استحضارها لمفاهيم الصمود الحضري لضمان استمرارية العيش والحفاظ على البيئة، من خلال القدرة على توقع الأزمات والكوارث المستقبلية، والاستعداد لها في خضم بناء الحاضر، ومواجهته بمشاريع راهنة وذات أفق مستقبلي