طنجة : أزمـ ــة عمرانية جديدة .. أرض عمومية تُحوَّل إلى منطقة “فيلات”
انشر
عاد ملف تدبير الملك العمومي بمدينة طنجة إلى الواجهة مرة أخرى، بعد الجدل الذي أثارته قطعة أرضية بحي النخيل عقب تداول خريطة تعمير حديثة تُظهر إدراجها ضمن منطقة الفيلات (A4)، رغم أن وثائق سابقة كانت تصنفها ضمن التجهيزات العمومية الموجهة لخدمة الساكنة.
القضية تفجّرت عقب مراسلات وجّهتها جمعية النخيل للتنمية والتضامن إلى كل من المجلس الجماعي لطنجة وولاية الجهة، طالبت فيها بإعادة تخصيص الوعاء العقاري لإنشاء ملعب للقرب ومرافق تدريبية للشباب، في ظل الغياب شبه التام للفضاءات الرياضية داخل الحي، رغم الكثافة السكانية وارتفاع عدد الأطفال والناشئة.
غير أن الخريطة التعميرية الجديدة التي تم تداولها مؤخرا، أظهرت إدراج مساحة العقار ضمن المناطق السكنية عالية الجودة، ما أثار موجة من التساؤلات حول تاريخ التحويل، مبرراته، والمساطر القانونية التي استند إليها.
ويؤكد فاعلون مدنيون أن العقار ظل لعشر سنوات دون أي تهيئة، رغم برمجته سابقا كفضاء رياضي، إلى جانب وجود طرق مبرمجة في خرائط قديمة لم تُنجز على أرض الواقع، ما يعمّق فجوة الثقة بين الوثيقة وواقع الوعاء العقاري.
كما يشير متابعون للملف إلى “اختلالات واضحة” تتعلق بتناقض المعطيات الرسمية، إذ تظهر بعض الوثائق التخطيطية القديمة العقار كمنطقة للتجهيزات، بينما تعتمد وثائق حديثة تصنيفا مختلفا تماما، من دون توضيحات مكتوبة حول سبب هذا التحول أو الجهة التي بادرت إليه.
وفي ردّها على استفسارات الجمعية، أكدت ولاية جهة طنجة–تطوان–الحسيمة أن أي تغيير في تخصيص عقار عمومي يخضع لمساطر تقنية دقيقة، ويمر عبر لجنة مركزية مسؤولة عن دراسة الملفات وتبرير أي تحول في الاستعمال.
كما أبدت الولاية استعدادها لدراسة ملف تحويل العقار إلى ملعب للقرب مستقبلاً، شرط توفر المعطيات الضرورية ودراسة حاجيات الساكنة.