القصر الكبير : صيف المدينة على إيقاع فـ ـوضى عارمة في مشهد متكرر !

البوغاز نيوز : وسط جحافل من المختلين وأسواق عشوائية يعشعش أصحابها بالشوارع الحيوية لمدينة القصر الكبير وعلى أرصفتها، ومقاهي تغطي كراسيها حتى مسالك الراجلين، تعيش مدينة القصر الكبير صيف كل سنة على إيقاع فوضى عارمة في مشهد متكرر يصر القائمون على المدينة على تصديره ووصم المدينة بالطابع البدوي.

الباعة الجائلين واحتلال الملك العمومي :
يستمر الزحف المتواصل من طرف الباعة الجائلين على أرصفة المدينة وساحاتها التي ما إن يتم تهييء إحداها وتبليطها حتى تستحيل معرضا أرضيا يتشكل بسرعة البرق لمختلف أنواع السلع بدءا بالأحذية المستعملة والجديدة مرورا بعربات الحلزون والكاليانتي وأنواع المأكولات الخفيفة التي لا تخضع لأي مراقبة صحية إلى أصحاب البيجامات الذين اتخذوا من شارع سيدي بواحمد معرضا مفتوحا لهم على طول الشارع الممتد حتى المحطة الطرقية، ناهيك عن أن مدينة القصر الكبير أصبحت مثل معرض تجاري مفتوح على طول السنة .

والغريب في مدينة القصر الكبير أنه بات سوقا موسمية على اختلاف الانشطة طوال السنة، فما إن يقترب شهر رمضان حتى تجد التمور والحلويات وأنواع العصير المستورد تغطي كل شبر من وسط المدينة، أما موسم عاشوراء فتمتاز بانتشار أنواع الفواكه الجافة التي تعرض على الأرصفة والطرقات ناهيك عن العاب الأطفال التي اجتاحت ساحة نافورة المنار وسط قلب المدينة المغضوب عليها، في حين أن مناسبة عيد الأضحى المبارك تعطي الانطباع على أن هناك حربا ضروسا تخوضها المدينة من خلال انتشار السواطير والسكاكين في كل أرجاء المدينة،

وعلى مستوى آخر أصبح المرور عبر سوق سبتة ومحطة و المحطة الطرقية ضربا من المجازفة خلال أوقات معينة من اليوم، فمن جهة هناك الباعة المتجولون الذين يفترشون الأرض في هذه المنطقة إلى جانب الكراريس الذين يتركون بالكاد ممرات تتسع لشخص واحد ما ينتج عنه زحام شديد ومشاحنات مستمرة بين المواطنين طوال الوقت بين المواطنين ومحتلي الملك العام.

على مستوى السير والجولان :
تعيش شوارع مدينة القصر الكبير صيف كل سنة فوضى عارمة بسبب توافد المئات من السيارات، التي تؤثر سلبا على حركة السير والجولان بالشوارع الرئيسية.

ويشتكي أغلب المواطنين من سوء التنظيم على مستوى حركة السير والجولان، خاصة ببعض الشوارع الرئيسية، التي تعرف توافد مئات السيارات يومياً، منها شارع محمد الخامس وشارع سيدي بواحمد، والذي تحج إليه الساكنة مساء كل يوم، إذ يعرف حركة ازدحام شديدة حيث لا يفهم المواطنون كيف أن شارعا ضيقا يتسع بالكاد لمرور سيارتين متجاورتين يسمح فيه بركن السيارات على جنباته .

ورغم إحداث علامات التشوير والتي ربما لا يحترمها أي أحد مما يجعل وسط المدينة بمثابة باركينغ مفتوح يحكمه أصحاب الجيليات الصفراء الذين يتناسلون كالفطر، والذين يفرضون إتاوات على غير قانونية على أصحاب السيارات من الوافدين على المدينة من أبناء الجالية أو غيرهم من الزوار في مشهد أقرب منه إلى الكريساج من أي شيء آخر، فيكفي أن تضطرك الأقدار للتوقف بسيارتك وقضاء غرضا ما داخل مدينة “الفوضى” حتى يقف على رأسك “مول الجيلي” بعينين جاحظتين مطالبا منك أداء ثمن توقفك !

السلطات المحلية وحملات تحرير الملك العمومي :

لا يختلف اثنان اليوم على الوضع الكارثي الذي باتت تعيشه مدينة القصر الكبير وخصوصا وسط قلبها النابض، فظاهرة الإحتلال الفج للملك العام وتناسل الأنشطة الغير المهيكلة وسط ساحاتها الضيقة باتت تتصدر المشهد العام للمدينة المنسية، والتي تحيل معها صيف مرتاديها وسكانها إلى جحيم حقيقي ومعركة متواصلة بشوارعها وأرصفتها في غياب فضاءات خضراء أو متنفسات حيوية للساكنة، والغريب في هذه الظاهرة رغم خطورتها أن السلطات المحلية تكتفي بحملات خجولة بين الفينة والأخرى للحد منها إلا أن دار لقمان سرعان ماتعود إلى حالها .

وهو ما يطرح معه علامات استفهام كثيرة حول تقاعسهم أو غض بصرهم عن واقع الفوضى الذي أحال صيف أبناء المدينة والوافدين عليها إلى جحيم حقيقي، وهو الواقع الذي يصر منتخبوا جماعة القصر الكبير من جهتهم على غض البصر عليه مرددين لازمة “ݣولو العام زين ” وهي الجملة التي ذاقت ساكنة القصر الكبير بها أمام الواقع العشوائية التي باتت تحكم تدبير المدينة أمام أعين مسؤوليها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.