ألو عامل تطوان.. افتـ ـراس المصطافين في الشمال و أسعار خرافية للشقق في “واد لاو” وسلوكات مهـ ـينة
انشر
البوغاز نيوز :
بينما يتجه الصيف للفظ أنفاسه الأخيرة، تتسارع سلوكات بشعة في عدد من شواطئ ومنتجعات الشمال، خصوصا تلك الموجودة بين تطوان وشفشاون، والتي تهدف إلى عصر المواطن وابتزازه حتى آخر رمق.
وتتجلى هذه السلوكيات بشكل أبشع في شاطئ “واد لاو” الشهير، حيث يتم التعامل مع المواطنين الراغبين في الاستجمام كأنهم قوى معادية، ويتم ابتزازهم ماديا ومعنويا.
ووصلت أسعار كراء الشقق في هذه المنطقة معدلات قياسية تعادل سعر فنادق خمس نجوم، حيث وصلت أسعار الشقق إلى 1300 درهم لليلة الواحدة، وهي شقق عادية قد تكون من غرفتين فقط.
ويروي مواطنون زاروا المنطقة عن سلوكات مشينة هدفها كسب أكبر ربح مادي فيما تبقى من الصيف، حيث وضع أصحاب الشقق أسعارا ثابتة لا ينحازون عنها قيد أنملة، مع قدر غير يسير من العنهجية والعدوانية.
وبدا مثيرا أن شقة قريبة من البحر يصل سعر كراؤها لليلة الواحدة قرابة 1500 درهم، بينما الشقق البعيدة نسبيا يصل سعرها إلى ألف درهم، وتكون أحيانا بغرفة واحدة، في وقت يبرع السماسرة وأصحاب الشقق في تحويل المصطافين إلى “أضاحي عيد” جدد يتم نحرهم ماديا ومعنويا.
ويحكي مصطافون أنهم فوجئوا بإخراج أمتعتهم من بعض الشقق من طرف الملاك لمجرد خلاف بسيط حول السعر، أو أن أصحاب الشقق يلحون على مغادرة المكترين، بعد نهاية فترة الكراء، في ساعات مبكرة من الصباح لاستقبال مكترين جدد..!
ويروي أشخاص كيف أن الأسر المرفوقة بأطفال تكون في وضع جد محرج لأن أصحاب الشقق يعاملون هذه الأسر بابتزاز غريب، بالنظر إلى أن أرباب هذه الأسر مجبرون على الكراء بأي سعر إرضاء لأطفالهم.
ويحكي أشخاص خاضوا تجربة مرة في هذه المنطقة كيف أن أصحاب شقق كانوا يرددون عبارة “الدار داري وانا حر فيها”، علما أنهم لا يؤدون أي درهم للبلدية أو لمصالح الضرائب، وكل الأرباح تذهب صافية إلى جيوبهم وجيوب السماسرة.
وتمثل منطقة واد لاو الوجه الأكثر بشاعة لمنطق الاستغلال البشع لما يسمى “السياحة الداخلية”، حيث الفارق كبير ومهول في الأسعار مع الجنوب الإسباني، الذي صار مقصدا للكثير من الأسر المغربية في السنوات الأخيرة.
ويحكي مواطنون مغاربة كيف أن التأشيرة تشكل العائق الأكبر نحو رغبتهم في قضاء عطلة صيفية ممتعة ورخيصة في جنوب إسبانيا، حيث أسعار الشقق في المتناول، بالإضافة إلى منطق الاحترام السائد في المنطقة وتوفر الشواطئ على كل التجهيزات الضرورية مع قدر كبير من النظافة.
وقال مواطن زائر من فاس في حديث مع ” البوغاز نيوز ” بأن مسؤولية مراقبة الأسعار تقع على عاتق الأقسام الاقتصادية للعمالات ومناديب التجارة والصناعة المطالبين بتشكيل دوريات لمراقبة مدى التزام أصحاب هذه الشقق بثمن موحد، كما تقع المسؤولية المباشرة على رئيس بلدية ” واد لو” ، مؤكدا أن تدخل الجهات المسؤولة أضحى أمرا ضروريا وإلا سنجد أنفسنا أمام عشوائية تطغى على كل شيء، وبالتالي تضرر السياحة المحلية.
ووجّه المتحدّث ذاته رسالة إلى كلّ من باشا المدينة، ووزارة السّياحة، لإعادة النّظر في الأثمنة، ووضع مراقبة عليها، مشيرا إلى ضبط الضّرائب. وأضاف “ الجشع والاستغلال صارت أحد نماذج معظم المشاريع المرتبطة بمناطق السّياحة الموسميّة بالمغرب عموما، خاصّة تلك الواقعة على المدن السّاحليّة .
وتشهد المدن السّاحليّة بشمال المغرب، في كلّ موسم صيفيّ، لهيبا في الأسعار، يعكّر مزاج مرتاديها، ويزيد جيوبهم استعارا، نظرا لسعي أصحاب عدد من المشاريع الخدمات إلى استنزاف هؤلاء بفرض أثمنة جدّ مرتفعة تنافس القدرة الشّرائيّة بأوربا في الغالب، ولا تشجّع على استقطاب سياح المدن الدّاخلية، الّذين غيّر معظمهم وجهته نحو سواحل إقليم شفشاون.
ويبدو أن السياحة الداخلية بالشمال صارت تفترس نفسها في السنوات الأخيرة بسبب الجشع والارتفاع الجنوني في الأسعار، رغم حملة المقاطعة التي سادت على مواقع التواصل، لكن لم يكن لها أثر على الواقع.