طنجة : افتتاح الملتقى الدولي الثالث للتعاون جامعة – مقاولة بحضور نخبة من الخبراء والباحثين

البوغاز نيوز :

انطلقت امس الجمعة بمدينة طنجة الدورة الثالثة للملتقى الدولي للتعاون جامعة-مقاولة ( التعاون بين الجامعات ومجال الأعمال (CUE-24)، تحت شعار “المسؤولية الاجتماعية للمقاولات والتنمية المستدامة والأداء”، بحضور نخبة من الخبراء والباحثين وأكاديميين ورجال أعمال مغاربة وأجانب.

ويندرج هذا الملتقى، المنظم تحت إشراف جامعة عبد المالك السعدي بشراكة مع فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في إطار الاستراتيجية التي يتبناها المغرب في مجال المسؤولية الاجتماعية للمقاولات والتنمية المستدامة، كما يتبين جليا من خلال الديناميات البيئية التي انطلقت في السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وبرامج تفعيلها في سياق الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.

ويبقى الهدف الرئيسي من تنظيم هذه التظاهرة، حسب بلاغ للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة ، هو خلق فضاء للتبادل والتحاور والنقاش بين الباحثين ورجال الاقتصاد وباقي المهتمين والمتدخلين والباحثين حول موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات والمقاولات والتنمية المستدامة، فيما يتعلق بأداء المؤسسات بشكل عام، والشركات والمقاولات بشكل خاص.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة ، أحمد مغني، أن موضوع هذه النسخة ، الذي يركز على المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة والأداء، يكتسب أهمية كبيرة في السياق الحالي، حيث تشغل التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة مكانة مركزية في الأجندات العالمية، مع الإشارة إلى أن أهداف منظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أصبحت على مستوى المملكة المغربية ركيزة أساسية للسياسة الوطنية، وتطلع الجامعة بدور مهم وحاسم في تحقيق هذه الأهداف.

وقال المسؤول الأكاديمي “كمؤسسات للتعليم العالي، تلعب جامعاتنا في المغرب دورا رئيسيا في تعزيز الاستدامة، من خلال التعليم والبحث والمشاركة المجتمعية، فهي مسؤولة عن تكوين قادة ومبتكري الغد، القادرين على مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بالاستدامة ، منوها إلى أن هذه المؤسسات الأكاديمية يجب أن تقوم بإجراء أبحاث مبتكرة لإيجاد حلول مستدامة للقضايا والإشكالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مجتمعنا.

وأشار مغني إلى أن هذا الملتقى ، الذي تلتئم خلاله ثلة من المفكرين البارزين والمبتكرين الملتزمون من خلفيات متنوعة، يوفر فرصة قيمة للتفكير معا في كيفية قيام الجامعات بدمج مبادئ التنمية المستدامة بشكل أفضل في التدريس والأبحاث وأنشطتها المؤسسية ، مبرزا أن تعزيز التعاون بين الجامعات والمقاولات سيساهم في تحفيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال في بعدها الاجتماعي وتطوير ممارسات الحكامة المستدامة، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على وجه الخصوص، وتعميم نموذج التنمية الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

من جانبها، أشارت نائبة رئيس جامعة عبد المالك السعدي لشؤون البحث والتعاون، هند الشرقاوي الدقاقي، إلى أن هذا الملتقى ، منذ نسخته الأولى، واصل ضمان الحوار والنقاش حول أهمية التعاون بين الجامعات ومجال الأعمال على كافة المستويات، مبرزة أن موضوع دورة هذه السنة يأتي في صلب خطة الأمم المتحدة لعام 2030 ونموذج التنمية الجديد، الذي يروم توفير وتهيئة شروط اقتصاد منتج ومتنوع ، وخلق قيمة مضافة و وظائف جيدة، فضلا عن فرص الإدماج للجميع.

واعتبرت المسؤولة الجامعية أن موضوع المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة والأداء يحتل مكانة مركزية في المشروع التطويري لجامعة عبد المالك السعدي، مشيرة إلى أن جامعة عبد المالك السعدي تعد أول جامعة على المستوى الوطني تطبق المسؤولية الاجتماعية للجامعة ، (RSU) ، التي تتمحور حول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر مع نظام حكامة تشغيلي وعملي ، من خلال المواثيق وخطط العمل.

من جانبها، أكدت نائبة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الشعيبية البزيوي العلوي، أن هذا الحدث يهدف إلى تسليط الضوء على المسؤولية الاجتماعية للمقاولات والشركات، خاصة وأن المغرب وضع عدة برامج تروم دعم الشركات، مشددة على أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات والمقاولات عبر تنمية الرأس المال البشري ومرجعية الجودة للشركة أو المقاولة المعنية .

وقالت: “كرجال ونساء الأعمال ومقاولين ، نحن جزء من هذا التوجه ،الذي يهدف إلى بلورة هذه المسؤولية الاجتماعية على أرض الواقع داخل شركاتنا ومقاولاتنا ، والتي لها أهمية خاصة سواء بالنسبة للشركة أو بالنسبة للاقتصاد المغربي”، مشيرة إلى أن هذا الحدث يسعى إلى تعزيز الاقتصاد المغربي وجعله الجسر الرابط بين الجامعة وعالم التشغيل ،ولتوضيح هذه المسألة للطلبة .

أما مدير المعهد العالي للتجارة الدولية (ISCID-co) بدونكيرك-فرنسا، فأكد أهمية هذا الملتقى الأكاديمي الدولي ،الذي يشكل مناسبة للإطلاع على وجهات نظر مرجعية تخص مختلف المقاربات النظرية والتسييرية في مجال المسؤولية الاجتماعية للمقاولات والشركات ، ومسألة الارتباط بين المسؤولية الاجتماعية للشركات والتنمية المستدامة والأداء، مع تسليط الضوء على ضرورة التمسك بفكرة أن المسؤولية الاجتماعية للشركات والمقاولات هي الطريق الذي يجب اتباعه لضمان التنمية المستدامة.

من جانبهم، أشار باقي المتدخلين المتحدثون إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى بحث وتدارس مسألة المسؤولية الاجتماعية للشركات والتنمية المستدامة والأداء على مستوى جميع جوانبه، مشددين على أن هذا الموضوع له راهنيته ويثير اليوم الاهتمام أكثر من أي وقت مضى وسط مجتمع الباحثين والممارسين.

وتميز حفل الافتتاح بالتوقيع على اتفاقيتي شراكة، واحدة بين المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة والمعهد العالي للتجارة الدولية في دونكيرك-فرنسا، تهدف إلى تعزيز التبادل بين طلبة المؤسستين، والأخرى بين المدرسة والغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تروم تنظيم أنشطة مشتركة في مجالات التكوين وريادة الأعمال ودعم حاملي المشاريع، فضلا عن لقاءات تحسيسية.

كما تخللت الحدث الأكاديمي توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المشاريع الخضراء، التي تهدف إلى تشجيع الابتكار والإبداع في أربعة مجالات استراتيجية: الاقتصاد الدائري، الطاقات المتجددة، ترشيد استخدام المياه، والتحول الطاقي.

ويوفر برنامج الملتقى للباحثين ذوي الخبرة والمبتدئين من مختلف التخصصات في العلوم الاقتصادية والتسيير ورجال الأعمال والمؤسسات العمومية والخبراء للتواصل وتبادل الآراء حول موضوع الملقتى الرئيسي، الذي له راهنيته وأهميته على الصعيدين الوطني والدولي.

ويحتوي برنامج التظاهرة على ندوات موضوعاتية وموائد مستديرة حول تيمات مختلفة، وورشات عمل للتواصل والتكوين بالنسبة لطلبة الدكتوراه.

ويتضمن برنامج هذا الحدث ،الذي يختتم بعد غد الأحد ، مائدة مستديرة تحت شعار هذه الطبعة وورش عمل تواصلية وندوات دكتوراه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.