من بليونش إلى المجهول.. عمر ومحمد في عداد المفقودين بعد محاولة عبور إلى سبتة

البوغاز نيوز : لا يزال الغموض يلف مصير عمر، البالغ من العمر 16 سنة، والذي يقطن بقرية بليونش المتاخمة لمدينة سبتة المحتلة، بعد محاولته العبور سباحة إلى الضفة الأخرى، مساء الخميس الماضي، رفقة مجموعة من القاصرين الذين اجتازوا البحر في ظروف جوية عاصفة اجتاحت المنطقة تحت تأثير العاصفة “كونراد”.

وبحسب صحيفة إلفارو دي سبتة، لم تتلقى عائلة الفتى وأصدقاؤه أي خبر عنه منذ لحظة فقدانه، ويخشون أن يكون هو الشخص الذي شوهد وهو يحاول الوصول إلى اليابسة قبل أن تجرفه التيارات البحرية العنيفة.

ورغم عمليات التمشيط التي نفذتها عناصر الإنقاذ الإسبانية، إلا أن عمر لم يكن ضمن الثلاثين شخصا الذين تم إنقاذهم، فيما تستمر عمليات البحث دون جدوى.

وبحسب شهود عيان، فقد شوهد عمر مرتديا سترة زرقاء وهو يلقي بنفسه في البحر رفقة عدد من شباب القرية، مستغلين سوء الأحوال الجوية لاعتقادهم أن ذلك سيجعل مرورهم أسهل، غير أن الرياح القوية وارتفاع الأمواج جعلا الرحلة محفوفة بالمخاطر.

ولم تتمكن فرق خفر السواحل الإسبانية من تحريك زوارقها بسبب سوء الأحوال الجوية، ما جعل البحر مفتوحا أمام المغامرين لكنه كان أيضا فخا قاتلا لمن لم يتمكن من مقاومة التيارات الجارفة.

عناصر الحرس المدني الإسباني وفرق الإنقاذ البحري تدخلوا لإنقاذ العشرات من المهاجرين، حيث أرشدوهم إلى المسارات الأقل خطورة، وقدموا لهم المساعدة قبل نقلهم إلى مراكز الإيواء، غير أن الفتى عمر لم يكن من بينهم، ما جعل عائلته تعيش حالة من القلق والترقب في انتظار أي خبر قد يكشف مصيره.

ولم يكن عمر الوحيد الذي اختفى وسط الأمواج، فأسرة أخرى تعيش نفس المعاناة بعد فقدان ابنها محمد البوطي، البالغ من العمر 16 سنة والمنحدر من مدينة القصر الكبير.

محمد اختفى منذ الأحد الماضي بعد محاولته العبور سباحة إلى سبتة رفقة صديق تمكن من الوصول، لكنه أخبر عائلته بأنه فقد أثر محمد في البحر وسط الأمواج المتلاطمة، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أي أثر.

الأسرتان تترقبان بقلق أي جديد عن مصير ابنيهما، فيما تستمر السلطات الإسبانية في مراقبة المنطقة دون العثور على أي أثر للمفقودين، وسط تخوف من أن يكون البحر قد ابتلعهم، كما حدث مع العديد من المغامرين السابقين الذين سعوا للعبور إلى المدينة المحتلة وسط ظروف جوية قاسية، انتهت بهم في عداد المفقودين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.