طنجة : شركة “ أرما” تُدبر قطاع النظافة بمنطق “العَكْرْ على الخْنُونَة”
انشر
البوغاز نيوز : “العكر على الخنونة”.. مثل يطلقه المغاربة على محاولات التجميل السطحية، بينما الواقع يحتاج إلى إصلاحات جذرية. ويتلاءم هذا المثل مع النقاش الذي برز بقوة مؤخرا على السطح حول مدى نجاعة التدابير المتخذة من قِبل شركة “أرما” المكلفة بتدبير قطاع النظافة بمنطفة طنجة الشرقية “مغوغة – بني مكادة”، وهل تكفي الحملات الاعلامية المدفوعة الأجر لاستعراض أسطولها الجديد الذي تأخر ستة أشهر عن تاريخ التوقيع على الاتفاقية ليحجب فشلها في السيطرة على عدد من النقط السوداء بحيث لا يكاد يخلو حي أو شارع أو زقاق ضمن نفوذ اشتغالها من تراكم النفايات، بسبب ضعف الإمكانيات البشرية واللوجيستية للشركة.
فهل يعتقد مسؤولي شركة “أرما” أن جلب عدد من المعدات والآليات والسهر على تسويقها يكفي لمحو تلك الصورة النمطية التي استقرت في أذهان الطنجاويين حول عجز الشركة عن استيعاب مدينة مليونية وتعثرها في تغطية كامل ترابها بحيث كادت أن تضع الجماعة حين إذن أمام موقف محرج حول هذا الاختيار الذي لم يكن موفقا.
اليوم ورغم هذه الحملة المنفوخة، لازال متتبعون للشأن المحلي بطنجة يعبرون عن تخوفهم من عدم التزام الشركة المعنية بالبنود المسطرة في دفتر التحملات، معتبرين أن واقع قطاع النظافة بمنطقة طنجة الشرقية يعكس بجلاء حالة التخبط التي تعيش على وقعها الشركة، بداية من قلة الحاويات والظروف اللا إنسانية التي يشتغل فيها العمال من غياب وسائل الأمان وأدوات الإشتغال والكفاءة المهنية، ومتسائلين عن الأسباب التي منعت الشركة من استقدام آليات جديدة منذ اليوم الأول من التوقيع على العقد وتمكين عمالها من وسائل الإشتغال بالرغم من الإمكانيات المالية الهائلة المرصودة لها.
يكفي أن تقوم بجولة بمدن الدار البيضاء والجديدة والقنيطرة ومراكش لتكتشف حجم اخفاقات شركة “أرما” في تدبير قطاع النظافة. وكيف تحولت أحياء وشوارع هذه المدن إلى مطارح صغيرة، تتراكم فيها النفايات وتحول مشهد الفضاء العام إلى لوحة تبعث على الاشمئزاز والتقزز، ناهيك عن ما يشكله هذا الوضع من سوء للبيئة وجودة الحياة بالمدينة وصحة ساكنتها وضرر للسياحة.
الشركة “أرما” مدعوة اليوم أكثر من ذي قبل إلى تحسين خدماتها، نظير المبالغ الطائلة التي تحصل عليها سنويا، لأن المقاربة التي تنهجها في التسويق لنفسها على أنها شركة تحترم الالتزامتها مع الجماعة لم يعد ينطلي على أحد والميدان هو الفيصل. .. وللحديث بقية .